عام مضى يا أمي
زارنا رمضان و لم يجدك
لم يجد إلاّ الحمامات البيضاء
على سطح بيتنا الحزين
سأل رمضان الحمامات
أبن العجوز التي كانت تفتت لكم الخبز ؟
قالت الحمامات : نحن ننتظر منذ عام
قال رمضان : مالي لا أرى السلحفاة ؟
ردت عليه حمامة مكسورة الجناح
إنها في قائمة المفقودين
بَكَيْت لمجيء رمضان و لذهابه
فبعد سفرِك الأخير يا أمي
لم يبق لي عيد بعد رمضان
عام مضى يا أمي
و قلبي صائم عن كل شيء
لم أستطع العودة إلى بلدتنا بعد ذهابك
و لم أستطع العودة إلى بيتنا السعيد
الذي ملأتِه بالأشجار و الزهور
عام مضى يا أمي
و لم أجد بعد جوابا لبُنيتي
فكلما سجنت عنقي بين ذراعيها
و هَمَسَت في أذني... أبي اشْتَقْتُ إلى جدتي
توقفت الحياة في دمي
و سافرتُ مع الآهات
عام مضى يا أمي
...و لازالت على سطح بيتنا الحمامات